الكاتب والمفكر العراقى
قاسم الغراوى
وجه السيد مقتدى الصدر لانصاره بلبس الاكفان والهتاف خلال الزيارة الاربعينية بالموت لأمريكا واسرائيل كان بمثابة رسالة صريحة وجهها لأمريكا بأنه لن يسمح بانزلاق العراق وفق مخططها، حتى لو كلفه الأمر القتال..
هناك صوت شعبي أقوى قادر على افشال أي مشروع خارجي ، ايآ كان مصدره وقيادة مشروع الإصلاح الوطني بارادة عراقية وشباب عراقي واعي لخطورة المرحلة وانه قادر على تجاوز المحن والمصاعب وتحقيق القيم النبيلة والحقوق المشروعة التي امن بها.
اعتقد ان السيد مقتدى الصدر يترقب ماسيسفر عنه هذا الاسبوع من تطورات حكومية، ونتائج التحقيق في قتل المتظاهرين والقوات الأمنية وسيكون له موقف قريب ، ومن بين خياراته الدعوة للعصيان المدني والاعتصام في الشوارع وآخرها إقالة الحكومة والدعوة لانتخابات مبكرة .
مصادر خوف الشارع العراقي متعددة، منها:
أن أحزاب وقادة سياسيون فاسدون حتى النخاع ركبوا موجة التظاهرات وحتى ممن هم في السلطة انقلبت تصريحاتهم مطالبين بالاصلاح وتلبية مطالب المتظاهرين وان نسبة كبيرة من الحملات الاعلامية ممولة تدار من الخارج سواء من جهات دولية او البعثيين او الطائفيين، او ناشطين انتهازيين يعملون لمن يدفع. وان الحملات استهدفت الحشد الشعبي الذي لديه في كل بيت شهيد.
ثم كشفت انيابها الطائفية اكثر باستهداف إيران حصريا، دون ذكر أمريكا واسرائيل بنصف كلمة، مما كشف هوية المحرك لجيوشها الاعلامية التي تحاول أن تحرف مسيرة هذه التظاهرات من المطالبة بالحقوق المشروعة إلى تبني خيارات اخرى تفقدها شعار (نازل اخذ حقي) الذي يترجم الحاجات المجتمعية المفقودة بعيدا عن السياسة الخارجية والمواقف الدولية.
مع كل هذا تبقى المظاهرات شعبية وتعبر عن معانات الشباب العراقي المحروم من حقوقه التي كفلها الدستور وتنصلت عنه الاحزاب التي عاثت فسادا.
ومايفسر رغبة القادة الامنيين بتبني مقتدى الصدر لتظاهرات الإصلاح، للحفاظ على هويتها الوطنية العراقية، وقطع طريق المزايدين من الذين يصطادون في الماء العكر ، أو من الذين يحاولون ركوب الموجة وهم فاسدون والذين تهيأت لهم الفرصة في السلطتين التشريعية والتنفيذية ولم يقدموا شيئآ يذكر.